السؤال: إن الصدر ليضيق بهذه البدع، فما واجب الشباب المسلم تجاهها، وهل من بشائر بشرك الله بالخير؟
الجواب: أما أن الصدر يضيق, فلم لا يضيق, وكيف لا يضيق, والأمر أمر شرك بالله عز وجل, وهدم للإسلام، وطعن لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وتكذيب لكتاب الله, وصد عن سبيل الحق؟!
لا بد أن تضيق صدور المؤمنين, فقد ضاقت نفس النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما رأى الكفر, ولما رأى الأصنام تُعبد من دون الله عز وجل, ضاقت وأُنزل عليه الآيات في ذلك: ((
فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ))[فاطر:8]، وقوله: ((
فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ))[الكهف:6] إلى آخره.
فالضيق يقع, وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من كثرة ما تألم من أحد المواقف من مواقف المشركين, ظل يمشي وهو لا يدري عن نفسه، وقال: {
ما أفقت إلا وأنا في قرن الثعالب}، حيث خرج من
الطائف وهو مستغرق في الهم والتفكير, وما أفاق إلا وهو في
قرن الثعالب, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, لأنه رحمة للعالمين, يريد لهم الخير ويدعوهم إلى النجاة ويدعونه إلى النار, يخونونه وهو الأمين, ويكذبونه وهو الصادق، فليس غريباً أن تضيق صدورنا بأمثال هذا الضلال.
وأما البشائر فالبشائر موجودة، وأبشركم جميعاً بما بشر به النبي أصحابه بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -في الحديث الذي ورد من عدة طرق, بل عن عدة من الصحابة- {
لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خالفهم, ولا من خذلهم} وفي رواية: {
يقاتلون على أمر الله حتى يأتي أمر الله} وما هو أمر الله؟
الريح الطيبة التي تهب بين يدي الساعة, فتقبض أرواح المؤمنين, فلا يبقى إلا شرار الخلق, وهم الكفار الذين تقوم عليهم الساعة, فالسنة ظاهرة -بإذن الله عز وجل- ولم ترتفع أعلام البدعة إلا وكان ذلك حافزاً
لأهل السنة أن يعودوا إلى رشدهم, ويتمسكوا بدينهم, فترتفع أعلام السنة بإذن الله عز وجل.
والأمر بأيدينا, فنحن بيدنا الخيار، إما أن ننصر السنة والحق فذلك نصر لنا ولديننا, والله تعالى وعد: ((
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ))[الحج:40]، وإما أن نتخلى -والعياذ بالله من ذلك- فأيضاً قد أخبر: ((
وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ))[محمد:38] ينصر الله دينه بمن شاء.
ألا ترون أنه لو قامت الدعوة الصحيحة، وكُتب عن هذا كتابات صحيحة, ووجهت وسائل إعلام قوية على بلادهم, ألا ترون أنه سيهدي الله عز وجل منهم العدد الكثير وقد وقع ذلك.
شخص منهم هداه الله للإسلام -وهذا تعبيره- يقول: كنت على دين هؤلاء الروافض ثم هداني الله إلى الإسلام, وهذا الرجل رد على هؤلاء الروافض، وفضحهم وبيَّن مخازيهم, وهو الذي رد على قصيدة الضال منهم، الذي يقول فيها:
ماذا منطقي وكلامي والقلب من يوم السقيفة دامي
رد عليهم بقصيدة أطول منها, وبين مخازيهم وفضائحهم, هذا الرجل الذي كان على دينهم ثم أسلم، وقد بين ماذا يعملون عند المشاهد المقدسة، حيث لديهم العتبات التي يسمونها المقدسة وماذا يعملون في يوم عاشوراء، من ارتكاب المحرمات واستحلال ما حرم الله تعالى, وهو كان منهم، وكان من علمائهم وهداه الله إلى الإسلام.
فنقول: الله ناصر دينه بما شاء وبمن شاء, ولكن نحن يجب علينا أن نقوم بواجبنا، والله تعالى سوف يظهر هذا الدين على الدين كله, ولو كره المشركون.. ولو كره الكافرون.